ثقة بالله والاستسلام لعنايته هما مكوّنان أساسيان لمسيرة صياميّة، روحيّةٍ مثمرة.
هي
دعوةٌ للاتكال على ربّنا بثقة بنوية ساعين في طلب ما هو الأهم لحياتنا أي
" مَلَكُوتَ اللهِ وبِرَّهُ". هي دعوةٌ للاستسلام لإرادته رافضين الاتكال
على ذواتنا وطلب الأشياء الثانويّة التي "يَسْعَى إِلَيْهِا
الوَثَنِيُّون".
في وزمنٍ، وهو زمننا، تتوالى فيه الأزمات
الإقتصاديّة والمعيشيّة، يسعى الإنسان ليل نهار، خوفاً من الجوع والموت،
في طلب المال لكسب معيشته وهذا حقٌ. ولكن من غير المحق أن نهتم فقط بتلك
ونهمل حياتنا مع الله كأننا وثنيون لا إله لنا. "ماذا ينفع الإنسان لو ربح
العالم كلّه وخسر نفسه" (مر8: 36).
أُنْظُرُوا إِلى طُيُورِ
السَّمَاء، فهيَ لا تَزْرَع، ولا تَحْصُد، ولا تَخْزُنُ في الأَهْرَاء،
وأَبُوكُم السَّمَاويُّ يَقُوتُهَا. أنظروا الى زنابق الحقل وهي لا تتعب
ولا تغزل والله يُلبسها.
فلا تهتموا إذاً يا أبناء الله لنفسكم
بماذا تأكلون أم بماذا تشربون أم بماذا تلبسون، فالأب يَعْلَمُ أَنَّكُم
تَحْتَاجُونَ إِلى هذَا كُلِّهِ، بل اطلبوا أوّلاً ملكوته وبرّه والباقي
يُزاد لكم