أم لكل مسكين

ي لحظات الضعف والقوه أنطق أمي.

في كلمات الصمت والحب أهمس أمي.

في أيام الضيق والفرح أصرخ أمي.

في عيد أمـــــــي

أحب دائما أن أتحدث عن ورده من بستان القديسات.

عن نسمه من نسمات الليل الحنون.


قصتي معكم

ليست قصه من قصص السنكسار أو بستان الرهبان

بل قصه من ارض الواقع .

عيشتها وتعايشت معها.

قصه أم لم تحبل ,لم تلد ,لم ترضع.

ولكنها أم تعطى الحب لكل الآخرين

أم تعطى دون أن تنتظر مقابل.

أم لكل مسكين.


أم لصاحب الدمعة الحزين ,

أم لكل فقير وثمين.

باره عاشت حياتها مع زوجها لخدمه الأيتام والمغتربين.

كانت كسارة لزوجها إبراهيم .

فتحت بيتها لأخوه الرب لسنين وسنين.


وعندما شعرت بانتقالها

طلبت وهب ممتلكاتها لأخواتها المساكين,

للأيتام ,والمحتاجين.

تدعى البارة ماما سعاد وزوجها البار عم زاهر.

اثنان لم يذكرا ببستان القديسين.

ولكني أحببت أن اذكر قصتهم لكم

حتى تعلموا أن هناك من الملائكة من عاشوا وماتوا بيننا

دون أن نشعر بهم.


في يوم نياحه البارة ظهرت إعداد مهوله تملا الكنيسة وقت الصلاة.

ليست أهل أو أقارب أو معارف

كما اعتدنا في حضور الجنازات

أنما هم مساكين وأيتام وأرامل.


منهم من يبكى ويصرخ:من سيطعمنا من بعدكم؟

ومنهم من كان ينادى :اعلم يا أمي انك تنيحتى بعد أن زوجتني

واطمئن قلبك أنني في يد أمينة ولكنني مازلت احتاج إليك.

ومنهم من كان يصرخ: لا يا أمي ...لا تتركيني فانا لم أكمل تعليمي بعد.


أبناء متغربون وأيتام,

أخوات أرامل وفقراء,

إباء عجزه وأشقاء.


ألام هــــي أم بروحها وليس بجسدها.

بحبــها ,بعطائـها ,بحنينـها .


ألام الحقيقية ليست فقط أم لأبنائها.

بل هي أم للأيتام والفقراء,للأرامل والغرباء,للمرضى والحبساء.

فألام ليست هى من تحبل وترضع وتربى.

بل هى من تشعر وتحب وتعطى.


اذكريني يا امى يا رمز العطاء أمام عرش النعمة .