من الجميل جداً أن تكون علاقة الزوج بزوجته علاقة صداقة، لأن الصديق هو الشخص المهتم، والشخص المستمع جيداً لمشاكل صديقه، وهو الذي يشجعه دائماً ويدعمه في الوصول إلى تحقيق أهدافه وكان هذا الترتيب في مخطط الله عندما خلق حواء المعين والصديق والمحب لآدم.
لكنه أراد أيضاً أن يكون لها اشتياق لزوجها باستمرار، فتقول كلمة الله في (تكوين 3 : 16) "وإلى زوجك يكون اشتياقك وهو يسود عليك". وكانت هذه من نتائج السقوط بالخطيئة. لكن الخبر السار هو أن الله وضع لنا الحل لترميم ما هدمه إبليس، ففي مخطط الله الفدائي أرسل ابنه الوحيد، مات الرب يسوع حاملاً خطايا العالم، وقام منتصرا ناقضاً كل أعمال إبليس، وبذلك أعاد مكانتنا الأولى مكانة البنوة، فأصبحت لنا شركة معه ونستطيع أن نطلب منه ويستطيع أن يسمع لنا: فتقول كلمة الله "يوجد لنا شفيع واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1 تيموثاوس2: 5) لذلك إن من مسئولية الزوجة أمام زوجها أن تحافظ على هذه العلاقة وتغذيها بالحب والحنان.
كيف تعمقين تعلق زوجك بك؟ ما نوع البذار التي تزرعينها في طريق حياتك الزوجية؟ هل زرعت بذار المحبة بشكل سطحي أم عمقت جذور المحبة؟ تقول كلمة الله "من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد، ومن يزرع بالبركات فبالبركات يحصد أيضا" (2كورنثوس 9 : 6 ). إذا كنت في بداية علاقتك الزوجية عمقي بذار المحبة والتعاون والتضحية، بذار الثقة والإيمان، ولا تنسي أن تروي هذه البذار باستمرار برعايتك لها بكل حنية وعناية. إن زوجك قد ارتبط بك بعلاقة زوجية بل علاقة حب حميمة، وهذه العلاقة تحتاج إلى غذاء مستمر حتى تنمو أكثر وأكثر، وكثيراً ما تبدأ العلاقة على هذا المستوى ولكنها سرعان ما تفتر، والسبب يعود لأنها أصبحت تحت الأمر الواقع والروتين اليومي. فلا تجعلي زواجك روتيناً يومياً، فالتنوع هو من توابل الحياة، لذلك دعينا نضيف بعضاً منها لعلاقتنا الزوجية.
تقول كلمة الله أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد، فإذا زرعنا الحب بالشح أي حب المصلحة، أو الحب المصطنع الذي ليس من القلب، سنحصد نتائج غير مرضية، قد ننجح في الاستمرار في العلاقة الزوجية أو قد تفشل هذه العلاقة وتؤدي إلى الخلاف أو الإنفصال. أرجو أن ننتبه من هذا الفخ، إن معظم الأزواج يتوقعون من شريكة حياتهم أن تبقى على جاذبيتها الجسدية والعاطفية الأصلية، لكننا نتغير، وإذا تغيرت الأشياء التي جذبت أزواجنا ذات يوم علينا تبديلها بأشياء أفضل ففي علاقتك حتى في مرحلة التودد من أجل الزواج فإن انجذابه لك هو استجابة لشيء ما أعجبه بك، ربما كانت مشاعره تتحرك بواسطة مظهرك أو شخصيتك أو بالطريقة التي أشعرته بها. وإذا تخليت عن تلك الصفات الإيجابية ربما يتحول حبه لك إلى لا مبالاة.
تذكري فترة الخطوبة وكيف كان كل منكما يضع احتياجات واهتمامات الآخر على حساب ما يخصه، فلذلك كان يذوب قلبك به وكذلك هو. لكن ما هو الحال الآن بعد الزواج؟ هل تغيرت هذه المشاعر بسرعة فبدأت الاهتمامات الشخصية لكل منكما تأخذ مكان الأولويات التي كانت هي أساس هذه العلاقة ألا وهي تسديد احتياجاتكم لبعضكم البعض والذي ينبع بسبب عمق العلاقة المبنية على عواطف حب حميمة.
عزيزتيلا تفقدي عناصر الجذب التي تدعم حب زوجك لك، جددي هذه المشاعر الأولى التي جذبته إليك، فهي تقدر وبسرعة أن تثير المشاعر العميقة الرومانسية التي يشتاق زوجك أن يشعرها نحوك. فما الذي يمكنك أن تفعليه لتزيدي من جمالك الداخلي الذي ينعكس بشكل طبيعي على عينيك وتعبيرات وجهك فيزيده جاذبية؟
هنالك عدة طرق يمكنك أن تحافظي بها على حبل الوداد الرقيق،
وبالتالي تحافظين على الشرارة الصغيرة مشتعلة في قلب زوجك تجاهك.
إن من طبيعة المرأة الشرقية أن ترى زوجها يبادر في الرومانسية،
ولكن عليك أن تشعلي هذه الشرارة بنفسك لبرهة من الوقت،
ولهذا ابدئي بتبني وممارسة بعض الأفكار التالية:
1. كوني مستعدة في مبادرتك بمحاولات رومانسية،
فقط دعيه يعرف أنك تحبينه وأنك تحاولين أن تعبري له عن حبك.
2. خططي لأنشطة تجعله يشعر بالخصوصية،
كتحضير عشاء يتضمن أكلته المفضلة على ضوء الشموع أو ارتداء الفستان الذي يحب أن يراك ترتدينه.
3. كوني المبادرة من حين لآخر في العلاقة الجنسية،
وعندما تفعلين ذلك أستخدمي خيالك لتجعلي من حجرة النوم ومن مظهرك شكل جميل،
استخدمي كذلك الكلمات الرقيقة،
واللمسات الناعمة. كثير من المختصين كتبوا حول كيفية جعل حجرة النوم الزوجية أكثر متعة وإشباعاً فقالوا: "إن الجنس في أفضل أحواله يحدث عندما يبدأ الزوج في مقابلة الاحتياجات العاطفية لزوجته بشكل دائم، وفي نفس الوقت يتم الإشباع الأقصى للمرأة عندما تركز على مقابلة احتياجات زوجها".
4. حافظي على حالتك الصحية وعلى رشاقتك.
5. اجعلي استجابتك لزوجك تزيد، فالرجل يحب المرأة المستجيبة. ففي الواقع تصل الثقة بالنفس عند الرجل بصورة مباشرة باستجابة الآخرين له وبخاصة زوجته، فابدي اهتماماً واستمعي لما يقوله زوجك دون معارضته بصورة سلبية، فعندما تكونين أكثر استجابة لزوجك تزيدين بذلك من ثقته بنفسه وعزته، وكنتيجة لذلك ستفوزين أنت بحب أعمق منه.
نحتاج أن نقيم علاقتنا الزوجية ونسأل أنفسنا الأسئلة التالية والتي تعيد تعلق الزوج بزوجته ومنها: ما الذي حدث لكل السمات المحبوبة التي جذبت زوجك لك في البداية؟ ربما كان صوتك الرقيق الهادئ وروحك الجميلة.. قدرتك على الإصغاء.. شخصيتك المرحة.. عقلك الحاد.. روح دعابتك.. هل سقط بعض منها عبر السنين؟ هل أنت مشغولة للغاية حتى لا تنتبهي إليها؟ وأخيراً لا تنسي أن تعرفي صفاتك الفريدة التي جذبته لك في البداية، ولا تسمحي للملل بأن يدخل حياتكما، بل اجعلي علاقتك قوية مع الله.
ربنا يبارك حياتكم ويديكم السلام والسعاده
ويكون بيتكم كنيسه صغيره
يعيش المسيح فيها