أتذكر عندما كنت صغيرة، أنني كنت أنتظر عيد القيامة (الفصح) بفارغ الصبر كي أساعد أمي بتلوين البيض ووضعه وترتيبه في السلة المخصصة لذلك، منتظرين يوم العيد كي نفرقه على كل الأولاد الذين يأتون للتهنئة بمناسبة العيد مع أهلهم. ولا أزال أتذكر جيداً أنني في كل سنة كنت أسأل أمي السؤال نفسه كي أستمتع بإجابتها الجميلة والجذابة. كنت أسألها عن معنى البيض؟ ولماذا في هذا العيد بالذات نقوم بتلوينه وبترتيبه وبإعطائه كهدية للأولاد؟ وكان جوابها التالي:
"في ذكرى القيامة نحتفل جميعاً كمسيحيين بقيامة السيد المسيح من الموت بعد دفنه بثلاثة أيام. ونحن نؤمن بأن السيد المسيح انتصر على الموت وخرج من القبر حياً. كذلك هذه البيضة هي كالقبر وما فيها هو ميت بحد ذاته، لكن من هذه البيضة تخرج حياة وهي الصوص الصغير الذي يصبح فيما بعد دجاجةً أو ديكاً. لذلك فالبيضة هي رمز لحياة جديدة تخرج من الموت، لذلك نقوم بتلوينها وبإعطائها للأولاد كرمز لقيامة السيد المسيح من الموت"
وهنا كنت أسأل أمي مباشرةً: ومتى سيخرج الصوص من هذه البيضة؟ وكانت تضحك أمي قائلةً: "لن يخرج منها أي صوص، لأننا قمنا بسلقها ألا تذكرين. وتذكري بأن هذه البيضة هي مجرد رمز للحياة من الموت".
من خلال هذا الأمر البسيط والتشبيه الذي كنا نفرح به كأطفال صغار، دخل الإيمان بالمسيح المقام من بين الأموات إلى قلبي وقلوب كثيرين من الأولاد في بلدي.
كل عام وأنت بخير يا أمي، وأقول لك: أنا الآن أفعل الشيء نفسه مع إبني الصغير، وهو يسألني الأسئلة نفسها. وأجيبه مستمتعةً بكلماتك التي لا تزال محفورة في ذهني.
أشارك كل من يقرأ هذه المدونة بهذه الآية الجميلة:
"ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضاً قيامة الأموات"
(1 كورنثوس 15: 20 و21).
بقيامة المسيح صار لنا رجاء حي بقيامتنا من الموت