عيشوا فى أفراح القيامة، لأن القيامة فرح من كافة النواحى :
لقداسه البابا شنوده الثالث
+ نحن نفرح اولاً لقيامة المسيح. لأنه بقيامته داس الموت، وصار "باكورة الراقدين" أى طليعة لموكب القائمين من الموت فى كل الأجيال. وكما قام هو، سنقوم نحن أيضاً وننتصر على الموت فى القيامة.
+ ونحن نفرح بالقيامة، لأنه ستكون لنا فيها أجساد روحانية سماوية حسب قول القديس بولس الرسول فى (1كو 15 : 44 ،49 ). وهذه الأجساد سوف لا يكون للغرائز والشهوات سلطان عليها، ولا للمرض أو الضعف. ولا يكون سلطان عليها من المادة ولا من الجاذبية الأرضية. لأنه لو كان للجاذبية الأرضية سلطان عليها، لسقطت من السماء إلى الأرض!
+ ونحن نفرح بالقيامة، لأننا سنلتقى فيها مع أقاربنا وأحبائنا وأصدقائنا الذين افترقوا عنا وسبقونا إلى السماء.
+ بل نفرح فيها بالأكثر بعشرة الملائكة والقديسين فى الدهر الآتى. إنها متعة عظيمة بلا شك، أن يتمتع الإنسان هناك بالتعرف على كل الأنبياء والرسل الذين وردت أسماؤهم فى الكتاب المقدس، وأن يتعرف شخصياً على كل الشهداء فى كافة العصور، وكل الآباء القديسين، وكل الرعاة الصالحين، وكل الذين اتصفوا بفضائل عميقة ميزت حياتهم عن غيرهم. كما يتعرف أيضاً على كل أبطال الإيمان، وكل أبطال التاريخ الذين عاشوا حياة صالحة، وكل آباء البرية، وكل أمثلة الفضيلة على مدى العصور.
+ ونحن نفرح بالقيامة، لأنها بداية الدخول فى النعيم الأبدى وفى الخلود، وذلك الذى لا يتمتع به الا الغالبون، حسب وعد الرب لهم فى سفر الرؤيا (رؤ 2،3 ). وحينما نتحدث عن هذا النعيم، نجد اللغة قاصرة عن التعبير، والفهم أيضاً قاصر، والخبرة غير موجودة لأن ساعتها لم تأتِ بعد. ويكفينا قول الكتاب عن هذا النعيم الأبدى : " ما لم تره عين، ولم تسمع به اذن، ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الرب للذين يحبونه "(1كو 2 :9 ). فمهما يخطر على فكرك من أوصاف، لا يمكن أن يعبر عن الحقيقة . لأن ما أعده الله للأبرار لم يخطر على بال إنسان.
+ ونحن نفرح بالقيامة، لأننا سنحيا فيها مع الله نفسه، حسب وعده الصادق " حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً " (يو14 :3 ). لأننا سنعيش معه فى الأبدية، فى اورشليم السمائية، التى قيل عنها فى سفر الرؤيا إنها " مسكن الله مع الناس" " وإنه سيسكن معهم " (رؤ21 :3 ).
ما أعظمها متعة، هذه التى قال عنها القديس بولس الرسول " ونحن مع الرب فى كل حين "
(1 تس 4 :17 ).
+ حينئذ تتعمق معرفتنا بالله الآب، كما قال له ربنا يسوع المسيح " هذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الاله الحقيقى وحدك "(يو 17 :3 ). وكما قال بولس الرسول عن معرفته " وجهاً لوجهً"(1 كو13 :12 ).