تأملات في عيد الغطاس المجيد
تحتفل الكنيسة بعيد عماد
المسيح بكونه عيد الظهور الإلهي، حيث أعلن الثالوث القدّوس ذاته فيه. فإن
كان عند نهر الأردن جاء كثيرون معترفين بخطاياهم، فإنه بدخول السيّد إلى
المياه انكشفت حقيقته أنه أحد الثالوث القدّوس. دخل بين الخطاة لينكشف،
فندرك أسراره، لا لمجرّد المعرفة العقليّة، وإنما لنختبر عمله الفائق فينا.
قدم
لنا معلمنا متى البشير (مت 3: 13-17) معمودية السيد المسيح بكونها تدشين
أو تتويج للملك الحقيقي ليبدأ أعماله الملوكية مجتذبًا كل نفس من مملكة
الظلمة إلى مملكة النور خلال التمتع بالبنوة لله، أما معلمنا مرقس البشير
فإذ يقدم لنا السيد المسيح العامل والخادم للبشرية لينتشلنا بحبه العملي
إلى التمتع بخلاصه، فانه يقدم لنا معمودية السيد قبل بدء خدمته الجهورية
ليعلن غاية خدمته لنا وأعماله الخلاصية...
أولاً:
الصعود من الماء: كان الصعود من الماء يؤكد أن السيد المسيح أسس المعمودية
على التغطيس في المياه، لتأكيد شركتنا معه خلال الدفن معه في القبر لنقوم
أيضًا معه، كقول الرسول: "فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح
من الأموات بمجد الأب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة" (رو 6: 4). إنها
صعود مع السيد من القبر لممارسة الحياة العملية بروح القيامة وقوتها.
المعمودية هي "صعود من المياه"، وكأنها "خروج
من البحر الأحمر"، أو قل هي "حياة فصحية"، خلالها لا ننطلق تحت قيادة موسى
من بحر سوف متجهين في البرية إلى أورشليم، إنما بالحق هي خروج من القبر
مختفين في المسيح الرأس، بكونه وحده غالب الموت ومحطم لأبواب الجحيم.
وبهذا يتحقق لنا ما اشتاق إليه إشعياء النبي القائل: "ذكر الأيام القديمة
موسى وشعبه، أين الذين أصعدهم من البحر مع راعي غنمه؟ أين الذي جعل في
وسطهم روح قدسه، الذي سيرّ ليمين موسى ذراع مجده، الذي شق المياه قدامهم
ليصنع لنفسه اسمًا أبديًا"؟ (إش 63: 11-12). قال أحد الدارسين أن
المعمودية في الفهم السماوي هي يسوع الحامل شعب الله الجديد مولودًا خلال
خروج جديد.
إن
كان السيد قد ظهر صاعدًا من المياه، إنما ليعلن أنه منطلق بشعبه الجديد
المتحد فيه ليهبه "البنوة للآب السماوي"! هذه هي أرض الموعد التي يحملنا
إليها يشوع الجديد بعبوره بهم نهر الأردن.
في دراستنا لأسفار العهد
القديم ارتبطت المياه بالعصر المسياني كأحد ملامحه الرئيسية. وفي العهد
الجديد ارتبطت بحياة السيد المسيح. ففي نهر الأردن تجد الكنيسة لها موضعًا
في المسيح يسوع الذي يهبها البنوة، وبعد صعوده ينطلق كصخرة موسى التي كانت
تتبع الشعب لتفيض بمياه الروح القدس الحية في عيد العنصرة وسط برية هذا
العالم. في أول خدمته الجماهرية استخدم الماء ليحوله خمرًا يفرح قلوب
أصحاب العرس والمدعوين (يو 2: 1-11)، وعندما أعلن خطبته للأمم كعروس له
خلال السامرية تمّ ذلك عند مياه بئر يعقوب (يو 4). حتى عندما علّم عن عمل
المحبة تحدث عن كأس الماء البارد الذي يقدم لطفل فقير (مت 10: 42)، وفي
لحظات موته فاض من جنبه دم وماء، وعندما أشار إلى موضع الفصح أعطى جرة
الماء علامة لمعرفة الموضع (مر 14: 13). وأخيرًا عندما أوصى تلاميذه قبيل
صعوده سألهم أن يعمدوا جميع الأمم. وكما يقول العلامة ترتليان: [يا لقدرة
نعمة المياه في نظر الله ومسيحه لتثبيت المعمودية! لن تجد المسيح بدون
المياه
ما نود تأكيده هنا أن ما عمله
السيد هنا لم يكن عن عوزٍ، ولا لنفع خاص به، إنما اعتمد باسم الكنيسة كلها
لأجلنا، كي يصعد بنا من خطايانا، ويخرجنا إلى مجد ميراثه بكونه الابن
الوحيد الجنس. مارس صعوده من المياه لحسابنا، وكما يقول القديس كيرلس
الكبير: [هل كان المسيح في حاجة إلى العماد المقدس؟ وأية فائدة تعود عليه
من ممارسة هذه الفريضة؟ فالمسيح كلمة الله، قدوس كما يصفه إشعياء في مختلف
التسابيح (إش 3: 6)، وكما يصفه الناموس في كل موضع. ويتفق جمهور الأنبياء
مع موسى في هذا الصدد! وما الذي نستفيده نحن من العماد المقدس؟ لاشك محو
خطايانا. ولكن لم يكن شيء من هذا في المسيح، فقد ورد: "الذي لم يفعل خطية
ولا وجد في فمه مكر" (1 بط 2: 22)، "قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن
الخطاة وصار أعلى من السماوات" (عب 7: 26)... فما عُمد المسيح إلا
لتعليمنا بأن الإنسان الذي من ذرية داود وهو المتحد بالله الابن عمد وقبل
الروح القدس... مع أنه لم ينفصل قط عن روحه (القدوس) قبل العماد... بل إذ
هو المسيح الكلمة ابن الله الوحيد الذي يشترك مع الآب في العظمة والسلطان
لأنه بطبيعته الابن الحقيقي يرسل الروح القدس إلى الخليقة ويهبه لكل من
كان جديرًا به، إذ قال حقًا: "كل ما للآب هو لي" (يو 16: 15).]
ثانيًا:
السماوات المفتوحة: إن كان إشعياء النبي وهو يتطلع بروح النبوة قد اشتهى
خروج الشعب الجديد لينعم بالحياة المقامة (إش 63: 11-12)، فقد أدرك أن
الأمر لا يحتاج إلى موسى عابر البحر الأحمر ولا يشوع مجتاز الأردن، بل إلى
ذاك الذي يشق السماوات وينزل إلينا، يزلزل جبالنا الجامدة ليرفعنا معه إلى
حيث هو، إذ يقول: "ليتك تشق السماوات وتنزل، من حضرتك تتزلزل الجبال" (إش
64: 1).
هكذا
إذ انشقت السماوات عند عماد السيد المسيح، إنما تحقق ذلك لأجلنا، فصارت
أبوابها مفتوحة أمامنا، مفتاحها في يدّي عريسنا ورأسنا، بل صارت حياتنا
الداخلية ذاتها سماوات مفرحة يسكنها رب السماء! لقد تأكدنا أنه بمياه
المعمودية صارت لنا مملكة السماوات مفتوحة تستقبلنا خلال الرأس السماوي!
وكما يقول القديس كيرلس الكبير: [انفتحت السماوات فاقترب الإنسان من
الملائكة المقدسين.]
ثالثًا:
نزول الروح عليه: رأى إشعياء النبي في الخروج الرمزي على يديّ موسى أن روح
الرب الخفي هو الذي قاد الموكب، إذ يقول: "روح الرب أراحهم، هكذا قدت شعبك
لتصنع لنفسك اسم مجد" (إش 63: 14)، وكانت تأكيدات الله لموسى على الدوام
هي "أنا أكون مع فمك" (خر 4: 12). أما في الخروج الجديد فلا حاجة إلى
تأكيدات، فإن القائد هو ابن الله الحيّ الواحد مع أبيه وروحه القدوس. نزول
الروح عليه يعلن دور الروح القدس الذي سبق فكان يرف على وجه المياه ليجعل
من الأرض الخالية الخاوية التي بلا شكل عالمًا جميلاً... ها هو يرف على
مياه الأردن ليقيم منا نحن الأموات جسدًا حيًا مقدسًا للرأس القدوس النازل
في مياه الأردن. إنه الروح الإلهي الذي يشكل الشعب الجديد خلال الخروج
الجديد!
رابعًا:
ظهور الروح مثل حمامة: إن كانت الحمامة تشير لإسرائيل أو كنيسة الله في
العهد القديم والعهد الجديد (مر 11: 11؛ مز 68: 13؛ 74: 19؛ نش 1: 15؛ 2:
14؛ 4: 1؛ 5: 2، 12) فظهور الروح القدس مثل حمامة إنما يؤكد الكنيسة
المختفية في المسيح ربنا، إنها كنيسة روحية تحمل سماتها خلال الروح القدس
الساكن فيها يهبها عمله الإلهي فيها بلا توقف. كأن الروح القدس بظهوره
هكذا أشبه بإصبع الله الذي يشير لنا أننا نجد خلاصنا في ذاك الحال في مياه
الأردن.
خامسًا:
سماع صوت من السماء: في العهد القديم سمعنا الصوت الإلهي خلال النبوة:
"هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سُرت به نفسي، وضعت روحي عليه، فيخرج
الحق للأمم" (إش 42: 1). والآن جاء الصوت عينه من السماء يؤكد أنه كلمة
الله، الابن الوحيد الذي صار عبدًا لتحقيق رسالة الخلاص وقيام الكنيسة في
مياه المعمودية.
جاء هذا الصوت من أجلنا نحن حتى ندرك أننا فيه ننعم
بسرور الآب السماوي ونُحسب أبناء له خلال مياه المعمودية وعمل روحه
القدوس. في هذا يقول القديس كيرلس الكبير: [المسيح كما سبق وقلت هو حقًا
ابن الله الوحيد، وإذ صار شبهنا أعلنت بنوته لا من أجل نفسه، لأنه كان ولا
يزال وسيبقى الابن، لكن هذه البنوة أُعلنت من أجلنا نحن البشر الذين صرنا
أبناء الله، لأن المسيح بكرنا وسندنا. هو آدم الثاني، إذ ورد: "إن كان أحد
في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار
جديدًا" (2 كو 5: 17). لقد طرحنا عتق آدم الأول، واستبدلنا بها جدّة آدم
الثاني الذي به ومعه لله الآب المجد والسلطان مع الروح القدس من الآن وإلى
أبد الآبدين.]
هكذا في معمودية السيد المسيح ظهر الثالوث
القدوس متمايزًا لكنه غير منفصل، الابن المتجسد صاعدًا من المياه لكي
يهبنا الخروج من خطايانا لندخل به وفيه إلى شركة أمجاده، والروح القدس
نازلاً على شكل حمامة ليقيم كنيسة المسيح الحمامة الروحية الحاملة سمات
سيدها، وصوت الآب صادرًا من السماء يعلن بنوتنا له في ابنه، ويقيم منا
حجارة روحية ترتفع خلال السماوات المفتوحة لبناء الكنيسة الأبدية. هكذا
ظهر الثالوث القدوس لبنياننا بالله، لذا دعي عيد عماد السيد بعيد الظهور
الإلهي، لكن يجب تأكيد ما قاله القديس أغسطينوس: [هذا ما نتمسك به بحق
وبغيرة شديدة، وهو أن الآب والابن والروح القدس ثالوث غير قابل للانفصال، إله
واحد لا ثلاثة
بعيد الغطاس
إن
عيد الغطاس من الأعياد الغنية باحتفالاته، ففى داخل الكنيسة نرى طقوس
العيد بكل ما تحمل من معانٍ روحية، تغور إلى أعماق النفس البشرية، وتطبع
فيها آثاراً لا تُمحى، وفى داخل البيوت وخارجها نرى احتفالات أُخرى شعبية،
له بهجة خاصة تُميزه عن باقى الأعياد.
فما أن يأتى الغطاس حتى تمتلئ
البيوت بالقلقاس والقصب.. لاننكر أنها أكلات مادية إلا أنها تذكرنا بحقائق
لاهوتية عميقة ومعانٍ روحية سامية، تخص المعمودية والميرون المقدس..!
أما
فى عيد الغطاس المجيد، فالأسر تجمتع حول أكلة شعبية وهى " القلقاس " وخارج
البيوت يمصون القصب، وفى ذهابهم للكنيسة يضعون الشموع على عيدان القصب،
فما هى قصة هذه المأكولات ؟ وما هى علاقتها بعيد الغطاس ؟
القلقاس والمعمودية
لا
ننكر أن آبائنا روحنوا أجسادهم، فإذا تمسكوا بطعام معين، فلابد أنه يخدم
المناسبة التى يؤكل فيها، وهل ننكر أن القلقاس يذكّرنا بالمعمودية من عدة
جوانب مختلفة، تُرى ما هى هذه الجوانب ؟!
- يحتوى القلقاس على مادة هُلامية سامة تؤذى حنجرة الإنسان، هذه المادة المُخاطية يمكن التخلص منها بالماء، وهكذا الإنسان أيضاً
يتخلص من سموم خطية آدم الجدية عن طريق مياه المعمودية، التى فيها يخلغ الإنسان العتيق ليلبس الجديد.
-
القلقاس يُدفن ليصير نباتاً، ويصعد فيصبح طعاماً، والمعمودية هى دفن مع
المسيح وصعود معه ولهذا يقول معلمنا القديس بولس الرسول: " مدْفُونِينَ
مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أيْضاً مَعَهُ
بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ الَّذِي اقَامَهُ منَ الأَمْوَاتِ " (كو2: 12)،
وقد قيل عن رب المجد يسوع بعد عماده: " فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ
لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَـهُ
فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ "
(مت3 : 16).
-
القلقاس يُغمر فى الأرض، ولكن أفرعه الخضراء تُعلن عنه، والمسيح عندما
اعتمد من يوحنا المعمدان فى نهر الأردن، حل عليه الروح القدس فى صورة
حمامة، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاء قَائِلاً: " هَـذَا هُوَ إبْنِي
الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " (مت3 : 17) ليُعلن للجميع لاهوته.
-
لكى يؤكل القلقاس يجب أولاً تعريته من قشرته الخارجية، وفى المعمودية نخلع
ثيابنا، وفى هذا إشارة إلى خلع الإنسان العتيق، والطبيعة القديمة الفاسدة،
وأعمال الظلمة غير المثمرة، وكل ما ورثناه من آدم الأول.. وذلك لكى يلبس
ما أنعم به له آدم الثانى، أعنى المسيح ابن الله.. (كو2 :11) (أف4 :22)
(رو13 :12)
القصـب
كما
ذكرنا.. يرجع مص القصب فى عيد الغطاس، إلى عصر الدولة الفاطمية، فقد كان
يوزع من قٍِبل الدولة، مع غيره من مأكولات على المسيحيين، فقد قال بن إياس
فى تاريخه: وكان يُنفق فى تلك الليلة من الأموال ما لايُحصى فى مآكل
ومشارب.. وكانوا يُهادون رؤساء الأقباط فى تلك الليلة: أطناب القصب
والبورى والحلوى القاهرية والكمثرى والتفاح..
والحق إن القصب إن كان يوزع على الأقباط كمجرد شيئ
يؤكل، إلا أنه يذكّرنا بالمعمودية، فحلاوة القصب
تشير إلى حلاوة النعمة الإلهية التى يحصل عليها الإنسان عندما ينال سر المعمودية.
ولعل
هذا هو السبب الذى جعل الأطفال، يضعون الشموع على قمة أعواد القصب،
ويرفعونها عالياً وهم فى طريقهم إلى الكنيسة، كنوع من الإشهار والتفاخر
العلنى، مثلما يحملون سعف النخيل فى أحد السعف.
كما اعتاد الأطفال وضع
الشموع داخل قشر البرتقال المجوف، كإشارة إلى استنارة المعمد بنور الروح
القدس، بعد دهنه بزيت الميرون المقدس، فإننا نعلم أن الضغط على قشرة
البرتقالة يُخرج منها مادة زيتية، وهكذا ربطوا بين هذه المادة وزيت
الميرون، الذى يُدهن به الشخص بعد المعمودية.
ومن
يتأمل طقس المعمودية قديماً، يرى أن الداخلين إلى الإيمان، كانوا يرتدون
الثياب البيضاء كرمز للطهارة والنقاوة، التى وهبها الله للذين يعتمدون على
اسمه، ويحملون الشموع بأيديهم إشارة إلى نور الإيمان الذى يضئ العقل، ونور
المعرفة الإلهية التى تبدد ظلام الجهل.
القيم الروحية فى عيد الغطاس
إن
عيد الغطاس هو عيد العبور، تتميم خلاصى لعبور البحر الأحمر على يد موسى
النبى، وعبور نهر الأردن بالشعب على يد يشوع بن نون نحو أرض الميعاد،
والحق إن عماد رب المجد يسوع هو عبور جديد بشعب جديد - أعنى الكنيسة - نحو
أرض ميعاد جديدة، روحية هى كنعان السماوية.
لقد رأت الكنيسة فى عماد
السيد المسيح المثل الأعلى لعمادها، وذلك بالغوص فى الماء والصعود منه،
ومسحة الميرون، وهكذا أصبحنا بالعماد نعبر من ظلمة الجهل إلى نور الإيمان،
من العبودية إلى حرية مجد أولاد الله، من الولادة والبنوة الجسدية إلى
الولادة الروحية الجديدة، والبنوة الروحية لله.
إن
عيد الغطاس هو عرس روحى بين المسيح وكنيسته المعمـدة، فيه نتذكر أن
الكنيسة قد صارت أم المؤمنين، تلدهم لله بمعمودية الماء والروح أولاد
مقدسين، وماذا نقول عن معالجة الخطية الأصلية، والمصالحة بين السماء
والأرض، بين الله والبشر.. معانى روحية عميقة، وحقائق لاهوتية جليلة
وكثيرة.. نتذكرها فى هذا اليوم العظيم، أهمها الآتى:
بـر الاتضاع
فى
عيد الميلاد رأينا رب المجد يسوع ينزل ضيفاً على عالم الحيوان، وما
المنفعة لو نزل فى قصر يترمد فى زواياه جمر الحب! ويسيل المكر والغش من
جدرانه الصماء، وتنحجب فى زواياه أنانية الرجل وشهواته الجامحة..
لقد
أراد السيد المسيح بميلاده الفريد أن يعطينا صورة حية لحياة الاتضاع
والبساطة، أو قل عظة عملية، لعلها تشفى أخطر مرض قد أصاب البشرية بعد
السقوط ألا وهو الكبرياء..
وفى يوم عماده المجيد يكمل المسيح بر
الاتضاع الذى بدأه فى مذود بيت لحم، ففى اتضاع فريد، ينزل ابن الله فى نهر
الأردن لكى يتقبل العماد من يوحنا المعمدان، وهو لم يرث الخطية الجدية،
ولم يتسرب إليه لوثة الإثم، الذى سرى مفعوله فى كيان البشر، كل البشر،
بسبب تمرد أبينا آدم على الله، وعصيانه أوامره ووصاياه!
لقد
سجل لنا المسيح على نهر الأردن وفى بدء خدمته العلنية، الأساس الذى يجب أن
تقوم عليه الخدمة الحقيقية، وهل ننكر أن الكبرياء حجر عثرة فى طريق نمونا
الروحى والنفسى ؟!
والحق إن الاتضاع كان ثوباً جميلاً التحف به السيد
المسيح كل حياته، ولهذا نراه فى نهاية خدمته يغسل أرجل تلاميذه (يو8:13)
وهكذا كانت حياته، سلسلة طويلة حلقاتها من المحبة والبر والتقوى
والاتضاع... وكل ما يمجد الآب..
عندما ولد المسيح فى مذود حقير
للبهائم، انفتحت السماء ونزل ملاك من السماء لكى يبشر الرعاة بالخلاص
وجمهور من جند السماء ينشدون أُنشودة السلام " المجد لله فى الأعالى وعلى
الأرض السلام "، فقد ولد مخلص هو المسيح الرب ! وأين ولد ؟
وفى
الأردن انفتحت السماء أيضاً، ليتقبل الابن تهنئة الآب ومسرته " هذا هو
ابنى الحبيب الذى به سُررت "، ويحل الروح القدس فى صورة حمامة وديعة، لكى
يعتمد رسالة الابن المتضع..
والحق إن مفاعيل المعمودية لم ولن تنتهى،
ننالها لا فى نهر الأردن بل فى جرن صغير، ويد يوحنا التى وضعت على رأس
المسيح! سيحل محلها يد الكاهن التى لن تفارق رأسنا، للتوبة الدائمة ومغفرة
الخطايا فى الاعتراف.
والروح القدس الذى نزل من السماء واستقر على رأس
ابن الله لن يفارق جسدنا، ألم يقل معلمنا بولس الرسـول: " أَمَا
تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَـلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ "
(1كو3: 16).
أما
منظر الحمامة، الروح المعزى، الهادى، الوديع، الذى رفرف على وجه المسيح،
قد انطبع على وجه جبلتنا الجديدة.. وهكذا كُتب على وجوهنا بأحرف مضيئة
بارزة " أبناء الله ".
برمون عيد الغطاس
تُطلق
كلمة البرمون على الصوم النسكى، التعبدى السابق مباشرة على عيدى الميلاد
والغطاس، وهو يُعد من أصوام المرتبة الأولى، وهو لهذا يُعامل معاملة صوم
الأربعين المقدسة، وأسبوع الآلام، وصوم الأربعاء والجمعة، فيُصام
انقطاعياً إلى المساء ولا يؤكل فيه السمك.
وتتراوح مدة هذا الصوم بين
يوم واحد وثلاثة أيام على أكثر تقدير، فإذا وقع عيد الميلاد أو الغطاس يوم
السبت كان البرمون يوماً هو (الجمعة)، وإذا وقع يوم الأحد كان يومان هما
(الجمعة والسبت) أما إذا وقع يوم الإثنين كان ثلاثة أيام وهى: الجمعة
والسبت والأحد، لأن الكنيسة قد رتبت ألا يُصام يومى السبت والأحد
انقطاعياً على مدار السنة، وإن كان يُمتنع فيهما عن أكل الأطعمة الحيوانية
ولما
كان يوم السبت الكبير، وهو السابق على عيد القيامة المجيد، يُصام
انقطاعياً دون سائر السبوت، لأن السيد المسيح مخلصنا كان فيه مدفوناً فى
القبر، فهو يُصام صوماً نسكياً ، من دون الحاجة إلى تسميته بالبرمون،
واحتفظت الكنيسة بالبرمون بالنسبة لليوم السابق على عيدى الميلاد والغطاس،
حتى يزداد [size=21]إحساسنا النفسى والجسدى بالفارق بين يوم البرمون ويوم العيد
التالى له، وبهذا يزداد إحساسنا بالفرح.
أما
كلمة برمون، فهى دخيلة على اللغتين: العربية والقبطية، وهى ترجمة للكلمة
اليونانية " paramonh " برمونى ومعناها الحرفى: الإستمرار فى الخدمة
والمثابرة والثبات، والمعنى السائد الآن هو: استعداد.
[/size]
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="1" cellspacing="1" width="100%">
<tr> <td><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" bgcolor="#f8c301">وعظات عيد الغطاس للبابا شنودة الثالث
</td> <td bgcolor="#da251c"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr> <tr> <td bgcolor="#da251c"><img alt="" width="1" height="1"></td> <td bgcolor="#da251c" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td> <td bgcolor="#da251c" width="1" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="2" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="1" cellspacing="1" width="100%">
<tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td></tr></table></td></tr> <tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td></tr></table></td></tr> <tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="1" width="100%">
<tr> <td colspan="2" align="right" bgcolor="#da251c" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr> <tr> <td align="right" width="50%">إبحث فى الملفات المرفوعة</td> <td align="right"> </td></tr> <tr> <td colspan="2" align="right" bgcolor="#da251c" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr> <tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="middle">عرض الملفات بالتاريخ</td> <td align="middle">عرض الملفات بالوصف</td> <td align="middle">عرض الملفات بالإسم</td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="middle" width="82%"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td align="right" valign="top">1/14/2008</td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" width="40" valign="top">2MB</td> <td align="right" valign="top"> wma</td> <td align="right" width="300" valign="top">عبارة إسمح الآن للبابا شنودة الثالث</td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td colspan="8" align="right" bgcolor="#da251c" valign="top"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right"> </td></tr> <tr> <td align="middle"> </td></tr></table> <table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="middle" width="82%"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td align="right" valign="top">1/14/2008</td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" width="40" valign="top">2MB</td> <td align="right" valign="top"> wma</td> <td align="right" width="300" valign="top">تأملات فى عيد الغطاس للبابا شنودة الثالث</td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td colspan="8" align="right" bgcolor="#da251c" valign="top"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right"> </td></tr> <tr> <td align="middle"> </td></tr></table> <table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="middle" width="82%"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td align="right" valign="top">1/14/2008</td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" width="40" valign="top">2MB</td> <td align="right" valign="top"> wma</td> <td align="right" width="300" valign="top">بعض تأملات فى عيد الغطاس للبابا شنودة الثالث</td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td colspan="8" align="right" bgcolor="#da251c" valign="top"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right"> </td></tr> <tr> <td align="middle"> </td></tr></table> <table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="middle" width="82%"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td align="right" valign="top">1/14/2008</td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" width="40" valign="top">2MB</td> <td align="right" valign="top"> wma</td> <td align="right" width="300" valign="top">تأملات فى عيد الغطاس للبابا شنودة الثالث</td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td colspan="8" align="right" bgcolor="#da251c" valign="top"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right"> </td></tr> <tr> <td align="middle"> </td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table> | <img alt="" width="1" height="1"> |
<img alt="" width="1" height="1"> | <img alt="" width="1" height="1"> | <img alt="" width="1" height="1"> |
<img alt="" width="1" height="1"> | <img alt="" width="1" height="1"> | <img alt="" width="1" height="1"> |
<img alt="" width="1" height="1"> | <table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="1" cellspacing="1" width="100%">
<tr> <td><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td bgcolor="#da251c" width="1" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td> <td bgcolor="#da251c" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td> <td bgcolor="#da251c" width="1" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr> <tr> <td bgcolor="#da251c"><img alt="" width="1" height="1"></td> <td align="right" bgcolor="#f8c301">عظات عيد الغطاس للآنبا موسى والآنبا روفائيل
</td> <td bgcolor="#da251c"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr> <tr> <td bgcolor="#da251c"><img alt="" width="1" height="1"></td> <td bgcolor="#da251c" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td> <td bgcolor="#da251c" width="1" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="2" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="1" cellspacing="1" width="100%">
<tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td></tr></table></td></tr> <tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td></tr></table></td></tr> <tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="1" width="100%">
<tr> <td colspan="2" align="right" bgcolor="#da251c" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr> <tr> <td align="right" width="50%">إبحث فى الملفات المرفوعة</td> <td align="right"> </td></tr> <tr> <td colspan="2" align="right" bgcolor="#da251c" height="1"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr> <tr> <td colspan="2" align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="middle">عرض الملفات بالتاريخ</td> <td align="middle">عرض الملفات بالوصف</td> <td align="middle">عرض الملفات بالإسم</td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right" valign="top"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="middle" width="82%"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td align="right" valign="top">1/14/2008</td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" width="40" valign="top">2MB</td> <td align="right" valign="top"> wma</td> <td align="right" width="300" valign="top">عيد الغطاس للآنبا روفائيل</td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td colspan="8" align="right" bgcolor="#da251c" valign="top"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right"> </td></tr> <tr> <td align="middle"> </td></tr></table> <table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="middle" width="82%"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td align="right" valign="top">1/14/2008</td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" valign="top"> </td> <td align="right" width="40" valign="top">2MB</td> <td align="right" valign="top"> wma</td> <td align="right" width="300" valign="top">عيد الغطاس للآنبا موسى</td> <td align="right" valign="top"> </td></tr> <tr> <td colspan="8" align="right" bgcolor="#da251c" valign="top"><img alt="" width="1" height="1"></td></tr></table></td></tr> <tr> <td align="right"> </td></tr> <tr> <td align="middle"> </td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table></td></tr></table> | <img alt="" width="1" height="1"> |
<img alt="" width="1" height="1"> | <img alt="" width="1" height="1"> | <img alt="" width="1" height="1"> |
همسات روحيةلنيافة الأنبا رافائيل عيــــد الغطاس المجيد
عيد الغطاس هو عيد الظهور الإلهي، ففيه عرفنا الثالوث القدوس ..... عرفنا الآب
الذي أحبنا وأرسل إبنه الوحيد ليخلصنا بدمه الطاهر "لأنه هكذا أحب الله
العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة
الابدية" (يو 3 : 16) وعرفنا
الإبن الوحيد الذي تنازل من أجلنا وتجسد واتحد بجنسنا ليرفعنا ويجعلنا معه
أبناء لأبيه الطاهر... هو إبن بالطبيعة والجوهر ونحن أبناء بالتبني "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداً من امراة مولوداً تحت الناموس" (غل 4 : 4) وعرفنا الروح القدس الذي يرافق مسيرة حياتنا الروحية ويملأنا بالنعمة ويقودنا للتوبة ويكرس قلوبنا لحب المسيح الذي أحبنا "روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" (يو 14 : 17) كل هذا السر الثالوثي عرفناه بالمعمودية ... كانت
معمودية الرب يسوع فاتحة خير للبشرية... فيها إنفتحت السموات أمامنا لندخل
إليه ومعه إلى عرشه الإلهي الأبدي، وبها أيضاً سمعنا صوت الآب شاهداً عن
إبنه "وكان صوت من السماوات أنت إبني الحبيب الذي به سررت" (مر 1 : 11) وكأنه يقول هذه الشهادة عن البشرية كلها التي صارت له إبناً بتجسد إبنه الوحيد "الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" (رو 8 : 16) وبمعمودية المسيح أيضاً صار لنا الحق أن ينزل الروح علينا ويستقر فينا كما نزل على المسيح لأجلنا "ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح إبنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب" (غل 4 : 6) لقد اعتمد السيد المسيح بمعمودية يوحنا ليعلمنا الإتضاع ويعطينا مثالاً نقتدي به... ولكي يفتح لنا باب التوبة المقبولة... أما معمودية المسيح التي إعتمدنا نحن بها بإسم الرب يسوع فهي تهبنا: + نعمة التبني لله الآب "الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يو 1 : 13)، "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل 3 : 27،26) + نعمة العضوية في جسد الرب يسوع "لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا الى جسد واحد يهوداً كنا أم يونانيين عبيداً أم أحراراً وجميعنا سقينا روحاً واحداً" (1كو 12 : 13) + نعمة الطبيعة الجديدة والخليقة الجديدة "اذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً" (2كو 5 : 17) + نعمة الشركة مع المسيح في موته ودفنه وقيامته " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان إبن الله الذي أحبني و أسلم نفسه لأجلي" (غل 2 : 20)، "أم تجهلون أننا كل من إعتمد
ليسوع المسيح إعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة.، لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية" (رو 6 : 3 ـ 6) + نعمة الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق "أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق" (أف 4 : 22 ـ 24) علينا أن نحافظ على هذه النعمة الغنية وننميها بالعمل الروحي لئلا نفقد ما قد [center]كسبناه بالمسيح يسوع ربنا
الحان عيد الغطاس للمعلم فرج عبد المسيح
http://www.4shared. com/file/80641576/b9934a61 /______.htmlومن موقع الموجة القبطية للمعلم فرج
http://copticwave. com/adam/alhangatas. htmوالحان عيد